فقر الدم لـ Biermer (أو فقر الدم الخبيث المكتسب) هو المرض الأكثر ترافقاً مع نقص فيتامين B12 . المسبب الأول لهذا المرض هو فقر الدم بالأرومات العرطله (Megaloblastic anemia) مع زيادة في حجم الكريه الحمراء وفرط تفصص للخلية البيضاء المعتدلة (Neutrophil Hypersegmentation).
عدم المعالجة يمكن أن يؤدي بشكل رئيسي إلى اختلاطات عصبية.
فقر الدم لـ Biermer هو داء مناعي ذاتي يؤثر بشكل رئيسي على القوقازيين بعد سن الأربعين ونسبته العظمى في أوربا حوالي 0.12% كما لوحظ لدى النساء السود الشابات وفي أمريكا اللاتينية. وليس نادراً أن يشاهد ترافق هذا المرض مع أمراض المناعة الذاتية للدرق ومع الداء السكري من نوع I.
فقر الدم لـ Biermer يتظاهر بالتهاب المعدة الضموري. فالمخاطية غير الطبيعية تفعّل الخلايا الجدارية وتقود تدريجياً إلى حالة لاكلوريدية ولفرط إفراز الغاسترين.
تصفية الكريات اللمفاوية من قبل مخاطية المعدة تنتج الأضداد الذاتية للخلايا الجدارية وللعامل الداخلي.
تمنع الأضداد الذاتية للعامل الداخلي (Intrinsic factor autoantibodies) امتصاص الكوبالامين (Cobalamin)
ففي عام 1964 تم تحديد نمطين من هذه الأضداد:
-
النوع الأول: أو الأضداد القافلة تقفل مواقع ارتباط الكوبالامين على جزيئات العامل الداخلي,كما أنها قادرة على تحرير الكوبالامين عن معقد العامل الداخلي-B12 لكن هذه الأضداد تكون فعالة فقط في حال كان pH المعدة مرتفع>
-
النوع الثاني: أو الأضداد الرابطة تقفل مواقع مختلفة على جزيئات العامل الداخلي وهي عادةً تتحكم بارتباط معقد كوبالامين-عامل داخلي مع المستقبلات.هذه الأضداد يمكن أن ترتبط وبشكل متغاير مع كل من العامل الداخلي الحر ومع معقدات العامل الداخلي-B12.
أضداد النوع الأول والثاني تتواجد في العصارة المعدية على شكل IgG كما يمكن أن يلاحظ IgA. في المصل يظهر هجوم الأضداد الذاتية في المعدة حيث أن أضداد النوع الأول تظهر بشكل IgG بينما أضداد النوع الثاني تظهر بشكل IgG و IgM. أضداد العامل الداخلي في المصل هي واسمات نوعية لفقر الدم لـ Biermer حيث لم تظهر لحد الآن حتى عينة إيجابية واحدة لشخص صحيح الجسم.
لسنوات عديدة كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يقاس بها أضداد العامل الداخلي هي باستخدام طرق المقايسات الإشعاعية المختلفة لكن هذه الطرق أعطت نتائج إيجابية فقط لحوالي نصف المرضى المصابين بفقر الدم لـ Biermer. الدراسات الحديثة غيرت هذا المفهوم وأبدت طريقة الـ ELISA قابلية لتحديد أضداد كلا النوعين بنفس الوقت بالإضافة لحساسيتها لهذا التحليل. كما أن طريقة الـ ELISA معزولة عن التداخل مع البروتينات الناقلة كما أن نتائجها لا تتأثر بتغيرات فيتامين B12, بعد اختبار شيلينغ على سبيل المثال.
لذلك فإن طريقة الـ ELISA هي من الطرق المخبرية القيمة للتشخيص التفريقي بفقر الدم لـ Biermer.
مع تحيات مختبرات كبه وار للتشخيص المخبري والبيولوجيا الجزيئية