الحموض الدسمة الحرة Free Fatty Acids ودورها في التحري عن البدانة
تُوصف البدانة بأنها ازدياد في كميات مخازن الدسم الشحوم في الجسم, وذلك ناجم عن كون حفظ الطاقة واختزانها أكثر من استهلاكها بنسبة كبيرة.
تفرز النسج الشحمية حموضاً دسمة حرة لوحظ ارتفاع مستوياتها بشكل واضح عند البدينين, حيث تلعب دوراً هاماً في التسبب في مقاومة الإنسولين وفرط الإنسولين اللذين يؤديان بدورهما إلى إحداث البدانة وتطور الداء السكري من النمط 2 .
ولكي ندرك العواقب الإستقلابية للبدانة فإنه من الضروري أن نعرف المعدل الذي عنده يتم تحرﱡرالحموض الدسمة الحرة من النسج الشحمية, ويطلق على هذا المعدل بتدفق الحموض الدسمة الحرة FFA Flux والذي يشكل محصلة نهائية لثلاث معدلات هي :
1. معدل الــ FFA التي تتحرر من النسج الشحمية
2. معدل الــ FFA الجائلة في الدم التي تسنخدم في إنتاج الطاقة
3. معدل الــ FFA التي تغادر الدم لتعود ثانية إلى النسج الشحمية
وقد تبين أن الحموض الدسمة الحرة تلعب أدواراً فيزيولوجية هامة في مختلف أنحاء الجسم, في العضلات الهيكلية والقلب والكبد والبنكرياس. وإن ارتفاع مستوى الـ FFA على صلة كبيرة ببداية حدوث مقاومة الإنسولين المحيطية Peripheral insulin resistance وذلك بتثيطها لعملية نقل الغلوكوز المنبه بالإنسولين أو لعملية الفسفرة Phosphorylation أولكليهما معاً، إضافة لتثبيط عملية تركيب الغليكوجين. كما وتعتبر الحموض الدسمة الحرة أيضاً السبب في مقاومة الإنسولين الكبدية، والتي تؤدي بدورها إلى زيادة معدلات إنتاج الغلوكوز داخلي المنشأ Endogenous والمرافقة لسيطرة فرط الإنسولين Hyperinsulinemia .
تساهم الـ FFA بإفراز من 30 – 50 % من الإنسولين الأساسي وتنشط عملية إفراز الإنسولين المنبه بالغلوكوز قصير الأمد وطويل الأمد – وذلك عند الأفراد المصابين بالسكرين والعاديين .
إن هذا الدور المنبه للأنسولين الذي تقوم به الــ FFA يمكن الأشخاص البدينين والذين ليس لديهم استعداد وراثي للإصابة بالداء السكري من النمط 2 من تعويض مقاومة خلاياهم للإنسولين والمحرضة بالحموض الدسمة الحرة بزيادة إفراز الأنسولين المنبه بوساطة الحموض الدسمة الحرة ذاتها, بينما لا يتمكن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالسكر نمط 2 من إفراز كميات كافية من الإنسولين لتعويض مقاومة الإنسولين لديهم والمحرضة بالــ FFA.
وهذا سيقود لرفع تركيز الغلوكوز في الدم مما سيؤدي بدوره في النهاية لإحداث الداء السكري 2 .
مع تحيات مختبرات كبه وار
للتشخيص المخبري والبيولوجيا الجزيئية